المؤلف | عبد القاهر الجرجاني |
---|---|
التصنيف | الفكر والثقافة العامة |
القسم | علوم القرآن و الحديث |
اللغة | العربية |
حجم الملف | 14.93 ميجا بايت |
نوع الملف | |
عدد الصفحات | 742 |
بلاغة القرآن وإعجازه: كيف حفظ القرآن الكريم اللغة العربية من الضياع؟لم يكن للغة العربية أن تَنهض وتَبقى بين اللغات أو أن تنجو من آثار تداخل الثقافات والحضارات، لولا أن منّ الله على الناس بالقرآن الكريم، ذلك الكتاب المعجز الذي أنزله الله بلسان عربي مبين، فكان سببًا في حفظ اللغة وارتقائها. لقد كان القرآن آية الرسول محمد ﷺ على نبوته، ولكل نبي آية، إلا أن القرآن تميّز عن سائر المعجزات التي أوتيها الأنبياء قبله. فمعجزات الرسل السابقين كانت من نوع ما يعجز البشر عن تقليده كليًا، كشق البحر أو إحياء الموتى، أما القرآن فقد جاء من جنس كلام العرب وبلاغتهم، في وقت بلغ فيه البيان العربي أوجه، وكانت الفصاحة والبلاغة سيدة المجالس. إعجاز القرآن في النظم والبيانجاء القرآن الكريم بأسلوب لغوي معجز، نظمًا وبلاغةً وأسلوبًا، رغم أنه من جنس ما يتحدث به العرب ويبرعون فيه. وقد تحدّى الله العرب أن يأتوا بمثله، فقال في سورة هود:
فلو كان القرآن مفترى كما زعم المشركون، فلْيأتوا بعشر سورٍ فقط تضاهي بلاغته ونظمه. إلا أن العرب، وهم أهل البلاغة والبيان، عجزوا عن ذلك رغم قدرتهم على تأليف الشعر والنثر والخطب. شهادة الوليد بن المغيرة في بلاغة القرآنومن أبرز الشهادات التاريخية على بلاغة القرآن وإعجازه، ما قاله الوليد بن المغيرة، أحد فصحاء قريش وأشرافها، حين سمع كلام النبي محمد ﷺ، فقال:
تُظهر هذه الشهادة عظمة النظم القرآني، حتى عند ألد أعداء النبي في ذلك الوقت. لقد أدرك الوليد، كما أدرك غيره من العرب، أن القرآن ليس من كلام البشر، وأنه يحمل إعجازًا لغويًا وبلاغيًا يتجاوز حدود الفصاحة المعهودة. |